كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان؟ وكيفية أدائها وفضلها

عدد ركعات صلاة التهجد

تُعد صلاة قيام الليل من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث تتضاعف الحسنات وتُرفع الأعمال إلى الله في لياليه الفضيلة، ولا سيما في العشر الأواخر التي تتميز بليلة القدر. ومع حلول هذه الأيام المباركة، يتساءل المسلمون عن عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان، وكيفية أدائها بالشكل الصحيح، وما هو الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل، وما الأدعية المستحبة في هذه الصلوات.

عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

صلاة قيام الليل ليس لها عدد محدد من الركعات، فهي من النوافل التي يُترك فيها المجال للمسلم ليصلي حسب استطاعته وقدرته. ومع ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة في أغلب الأحيان، كما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حين قالت:
“ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا”. (متفق عليه).

ويجوز للمسلم أن يصلي أكثر من ذلك، حيث قال بعض العلماء إنه يمكن للمسلم أن يصلي عشرين ركعة كما يفعل كثير من المسلمين في صلاة التراويح، بينما يرى آخرون أن الأمر مفتوح، فكلما زاد المسلم في القيام، كان ذلك أفضل، بشرط ألا يشق على نفسه.

وقت صلاة قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

يبدأ وقت صلاة قيام الليل من بعد صلاة العشاء مباشرة ويستمر حتى وقت الفجر. ومع ذلك، فإن أفضل وقت لهذه الصلاة هو في الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، كما جاء في الحديث الصحيح:
“ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”. (متفق عليه).

لذلك، يُفضل لمن أراد أن يغتنم فضل هذه الصلاة أن يؤخرها إلى ما قبل الفجر، حيث تكون الأجواء أكثر خشوعًا، ويكون الدعاء فيها أقرب للإجابة.

كيفية أداء صلاة قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

تُصلى صلاة قيام الليل مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين، كما ورد في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى”. (متفق عليه).

ويُستحب أن تكون الصلاة طويلة، ويُفضل قراءة آيات كثيرة من القرآن، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، حيث ورد أنه كان يطيل القيام في صلاة الليل حتى تتورم قدماه من طول القيام.

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

يخلط البعض بين صلاة التهجد وصلاة قيام الليل، ولكن هناك فرق بسيط بينهما:

  • قيام الليل: يشمل كل الصلوات التي تؤدى بعد صلاة العشاء وحتى الفجر، سواء نام المصلي قبلها أم لم ينم.
  • التهجد: هو نوع من قيام الليل، لكنه يُصلى بعد النوم، أي أن المصلي ينام ثم يستيقظ ليؤدي الصلاة، ولذلك فهو يُعتبر من أعظم الصلوات التي يتقرب بها العبد إلى ربه.

فضل قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان له فضل عظيم، وذلك لأن هذه الأيام تحتوي على ليلة القدر، التي قال الله تعالى عنها:
“ليلة القدر خير من ألف شهر”. (القدر: 3)

وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه”. (متفق عليه).

ولذلك، فإن اغتنام هذه الليالي بالصلاة والدعاء والتقرب إلى الله من الأمور التي يجب أن يحرص عليها المسلم، عسى أن يكون من الفائزين بالمغفرة والعتق من النار.

الأدعية المستحبة في صلاة قيام الليل في العشر الأواخر

من المستحب أن يدعو المسلم في صلاة قيام الليل، خاصة في السجود، حيث يكون العبد أقرب إلى ربه، ومن الأدعية المأثورة التي يمكن ترديدها:

  1. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني. (وهو الدعاء الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في ليلة القدر).
  2. اللهم اجعل لي في هذه الليالي المباركة نصيبًا من رحمتك ومغفرتك وعتقك من النار.
  3. اللهم اجعلني ممن قبلت صيامه وقيامه، وكتبت له الأجر العظيم في هذه الأيام المباركة.
  4. يا رب، لا تجعل هذه الليالي تمر إلا وقد غفرت لنا ذنوبنا، وفرجت همومنا، ورزقتنا من واسع فضلك.
  5. اللهم إني أسألك حسن الخاتمة، وأسألك الفردوس الأعلى بغير حساب.

قيام الليل في المسجد أم في البيت؟

يُستحب أداء صلاة قيام الليل في المسجد، خاصة في شهر رمضان، حيث يجتمع المسلمون للصلاة خلف إمام واحد في أجواء روحانية مميزة. ومع ذلك، فإن أداءها في البيت أيضًا له فضل عظيم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة”. (متفق عليه).

لذلك، إذا وجد المسلم في نفسه خشوعًا وتركيزًا أكثر في البيت، فله أن يؤديها فيه، وإذا رأى أن الصلاة في المسجد تعينه على الخشوع، فلا بأس بذلك.

خاتمة:

إن صلاة قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فهي فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات، خاصة مع احتمال أن توافق هذه الليالي ليلة القدر. لذا، ينبغي لكل مسلم أن يحرص على أداء هذه الصلاة والاجتهاد في العبادة في هذه الأيام المباركة، حتى يكون من الفائزين برضوان الله وجناته.

نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وأن يجعلنا من المقبولين في هذه الليالي المباركة، وأن يرزقنا قيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا.

روزينا محمد

محررة ثقافية تتمتع بمعرفة واسعة بالفنون والثقافة، لديها شغف بالمسرح والموسيقى والأدب والفنون البصرية، قادرة على كتابة مراجعات ونقد فني دقيق وهادف، لديها خبرة في تحرير محتوى ثقافي متنوع، يتابع أحدث المعارض والمهرجانات الفنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع موجز الأنباء

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع موجز الأنباء.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !