هل كانت ليلة القدر أمس 29 رمضان 2025 ؟ مشاهد الشروق تثير الجدل
مع بزوغ فجر يوم الأحد، الموافق 29 رمضان 1446 هـ، الموافق 30 مارس 2025 م، تصدّر سؤالٌ واحدٌ واجهة مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في السعودية والدول العربية: هل كانت أمس ليلة القدر؟
الليلة التي توافقت مع الليلة الوترية الأخيرة من العشر الأواخر من رمضان، شهدت حالة من الخشوع والتفرغ للعبادة من ملايين المسلمين، وسط مؤشرات جعلت كثيرين يتأملون: هل كانت هذه هي ليلة القدر؟
ليلة 29 رمضان.. ترقبٌ وشوقٌ وعبادةٌ مضاعفة
ليلة 29 من رمضان ليست ليلة عادية، فهي إحدى الليالي الوترية التي أشار إليها النبي ﷺ بقوله:
“تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان.” (رواه البخاري)
وقد تصادف ليلة القدر في أيٍّ من الليالي الوترية، لكن ليلة 29 تُعد من أكثرها ترقبًا، لأنها الليلة الأخيرة الوترية في حال تم ثبوت رؤية الهلال مساء اليوم، مما يجعلها المرشّح الأقوى لتكون ليلة القدر في أعين الكثيرين.
انا تحريت شروق الشمس 3 ليالي فقط هذه السنة وهم 25-27-29 ، لكن عموماً كثير علقوا على مشاهدتي لـ شروق الشمس يوم 27 انها أشرقت في مناطق أخرى بدون شعاع على خِلاف أنها كانت عندي بشعاع ، وآخرين يقولون أن هنالك ليلة أخرى كانت أحرى والله أعلم.
تقدرين تشوفين ردود الناس على تغريدتي هذي👇🏻 https://t.co/X9b9r3G8Gp
— عبدالله بن محمد الجريذي (@ax1ii) March 29, 2025
#ليلة_القدر
شمس صبيحة يوم السبت
29 رمضان 1446 -2025
وقت شروق الشمس 5:46 بتوقيت مدينة الرياض pic.twitter.com/gZES7vI9HJ— الحميدي العنزي (@o2028o) March 29, 2025
شمس بلا شعاع؟ مشاهد من فجر ليلة 29 رمضان
منذ الساعات الأولى من فجر اليوم، بدأت الصور والمقاطع تتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، والتي أظهرت شروق الشمس بلا شعاع قوي، وهي إحدى العلامات التي وردت في الأحاديث النبوية عن ليلة القدر.
قال رسول الله ﷺ: “وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحتها لا شعاع لها.” (رواه مسلم)
وكتب أحد المستخدمين في منصة “إكس”:
“تحري ليلة القدر ليلة 29.. أول دولة عربية تشرق فيها الشمس سلطنة عمان، شمس يوم 29 تبدو بدون شعاع والله أعلم. ننتظر شروق شمس باقي الدول العربية إن شاء الله.“
كما غرّدت فتاة أخرى قائلة:
“شروق شمس ليلة 29 رمضان.. غيوم الأفق حجبت رؤيتها، ويا بخته الي اجتهد في ليالي العشر ولا ميّز ليلة عن ليلة.“
هذه المشاهد وغيرها دفعت البعض للاعتقاد بأن ليلة 29 قد تكون ليلة القدر فعلاً، بينما فضّل آخرون عدم الجزم، معتبرين أن التوفيق للاجتهاد هو الأهم، لا تحديد الليلة.
علماء الدين: لا يُجزم بليلة القدر لكن اجتهدوا
رغم التفاعل الكبير والربط بين شمس هذا اليوم وظروف الليلة السابقة، شدّد علماء الدين على ضرورة عدم الجزم بتحديد ليلة القدر، لأن الحكمة منها أن تُخفى عن الناس، ليجتهدوا في العشر الأواخر جميعها.
وأكدت هيئة كبار العلماء أن العبرة في الاجتهاد والنية والإخلاص، لا في معرفة الليلة بعينها، داعية المسلمين إلى مواصلة العبادة حتى آخر لحظة في رمضان، وعدم الانشغال بما إذا كانت الليلة قد مضت أم لا.
رواد التواصل: اجتهدنا جميعًا والحمد لله
انتشرت رسائل التهنئة والتبريكات بين المستخدمين في “إكس” و”إنستغرام”، حيث كتب الكثيرون:
“مبارك عليكم هذه الليلة المباركة، سواء كانت ليلة القدر أم لا، فقد اجتهدنا وأخلصنا النية، والله لا يضيع أجر المحسنين.“
“يا رب تقبّل منا ومنكم، واجعلنا ممن أدركوا ليلة القدر ونالوا فيها عظيم الثواب.“
“ما أجمل ختام الليالي الوترية! اجتهدنا ولم نُفرّق بين ليلة وليلة، فكانت كل ليلة قدرنا بفضل الله.“
هل هناك علامات أخرى ظهرت؟
من العلامات التي ذكرها الفقهاء لليلة القدر، بالإضافة إلى طلوع الشمس بلا شعاع:
- صفاء الأجواء وسكونها.
- السكينة والطمأنينة في القلب أثناء الصلاة والدعاء.
- رؤية صادقة لبعض الصالحين.
- ازدياد الإقبال على الطاعة وراحة في العبادة.
وقد أشار البعض عبر منصات التواصل إلى أنهم شعروا براحة نفسية خاصة في ليلة 29، بينما قال آخرون إنهم بكوا كثيرًا في الدعاء دون سبب، وهي من العلامات التي قد تصاحب ليلة القدر.
ماذا بعد ليلة 29؟ هل انتهت الفرصة؟
من المتوقع أن تُعلن المحكمة العليا السعودية مساء اليوم الأحد نتيجة تحري هلال شوال 1446 هـ، فإن ثبتت رؤيته، يكون الليلة هي ليلة العيد، وتنتهي بذلك العشر الأواخر من رمضان.
أما إذا تعذّرت رؤية الهلال، فيُستكمل رمضان ثلاثين يومًا، وتكون ليلة الاثنين ليلة 30 رمضان، وهي ليلة إضافية للاجتهاد والعبادة.
وفي كلتا الحالتين، لا يزال الباب مفتوحًا أمام من يريد إدراك أجر قيام ليلة القدر، فكما قال الإمام ابن رجب:
“من قام العشر كلها فقد أدرك ليلة القدر بيقين.”
ختاماً: ليلة عظيمة… والأجر أعظم
سواء كانت ليلة 29 رمضان هي ليلة القدر أم لا، فإن الثابت أنها كانت ليلة عظيمة امتزجت فيها القلوب بالدعاء، وتنافس فيها المتنافسون في القيام والتهجد وقراءة القرآن.
ولا يعلم حقيقة الليلة إلا الله، ولكن الأجر مضمون لكل من أخلص النية وبذل الجهد، فالأجر ليس في معرفة الليلة، بل في التقوى والإخلاص فيها.
اللهم اجعلنا من المقبولين، ممن أدركوا ليلة القدر، وغفرت لهم ما تقدم من ذنوبهم، وكتبت لهم الفوز برضاك والجنة، آمين.