متى يبدأ العام الهجري الجديد 1447؟ موعد أول محرم وتغيير كسوة الكعبة

يترقب المسلمون في كل أنحاء العالم بداية العام الهجري الجديد 1447، وهي مناسبة دينية تحمل في طياتها الكثير من الرمزية والدلالة التاريخية. مع بداية شهر محرم، أول شهور السنة الهجرية، تنبعث في قلوب المسلمين مشاعر من الإيمان والروحانية، حيث يعتبر هذا الشهر بداية دورة جديدة في التقويم الهجري الذي يعتمد على الدورة القمرية. ولكن لا يقتصر الاحتفال بالعام الهجري الجديد على بداية شهر محرم فقط، بل يتزامن مع حدث ديني عظيم آخر، وهو تغيير كسوة الكعبة المشرفة.

تعد كسوة الكعبة إحدى أهم الشعائر الدينية التي تخص البيت الحرام، إذ تمثل رمزًا للقداسة والاحترام للمقدسات الإسلامية. فكل عام، في غرة شهر محرم، يتم استبدال الكسوة القديمة بأخرى جديدة، مصنوعة من أفخر أنواع الأقمشة، ومزينة بالآيات القرآنية والتفاصيل الذهبية، لتستقبل الكعبة المشرفة السنة الهجرية الجديدة.

في هذا المقال، نأخذك في رحلة للتعرف على موعد بداية العام الهجري الجديد 1447، بالإضافة إلى أبرز التفاصيل حول تغيير كسوة الكعبة المشرفة، وتاريخ هذه المناسبة المباركة التي لها عمق تاريخي وديني عميق في حياة المسلمين.

موعد بداية العام الهجري الجديد 1447

مع بداية العام الهجري الجديد، يتساءل الكثير من المسلمين عن الموعد الفعلي لبداية شهر محرم 1447. وفقًا للتقويم الفلكي، تم الإعلان عن أن أول أيام شهر محرم سيكون الخميس 26 يونيو 2025، حيث يكتمل القمر لشهر ذي الحجة في يوم الأربعاء 25 يونيو، مما يعني أن غرة محرم ستصادف يوم الخميس، وهو بداية العام الهجري الجديد.

الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أوضح أن القمر سيكتمل بدرًا في الساعة العاشرة و46 دقيقة صباحًا في يوم الأربعاء 25 يونيو. وفي هذا اليوم، سيبلغ القمر مرحلة البدر الكامل، حيث يكون في وضع التقابل مع الشمس، مما يجعله يشرق لحظة غروب الشمس تمامًا، ويظل مرئيًا في السماء طوال الليل حتى يغرب مع شروق الشمس في اليوم التالي.

تغيير كسوة الكعبة المشرفة في بداية العام الهجري الجديد

من أهم التقاليد الدينية التي تصاحب بداية العام الهجري الجديد 1447 هو تغيير كسوة الكعبة المشرفة. وتتم هذه المراسم في غرة شهر محرم، حيث يتم استبدال الكسوة القديمة بأخرى جديدة تم تصنيعها خصيصًا من مواد فاخرة.

في هذا العام، قام الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتسليم كسوة الكعبة المشرفة للسدنة في مكة المكرمة، إيذانًا ببدء عمليات تغيير الكسوة.

يتم تصنيع الكسوة الجديدة باستخدام أجود أنواع الحرير، ويتم تطريزها يدويًا بتفاصيل دقيقة من الآيات القرآنية. هذه الكسوة تمثل الاحتشام والتقدير للمكانة الروحية للكعبة المشرفة في العالم الإسلامي.

أهمية وتاريخ كسوة الكعبة

كسوة الكعبة المشرفة ليست مجرد قطعة من القماش، بل هي رمز روحاني وتاريخي عميق للمسلمين في جميع أنحاء العالم. فقد بدأت تقاليد كسوة الكعبة منذ العصور الإسلامية القديمة، حيث كان تبع اليماني هو أول من كسا الكعبة بالكامل باستخدام البرود اليمانية، وهي أقمشة ذات جودة عالية.

في عهد النبي محمد ﷺ، تم استبدال كسوة قريش بكسوة جديدة من البرود اليمانية، وكان ذلك من أبرز الأحداث التي عايشها المسلمون في فجر الإسلام. ومع مرور الزمن، بدأت تتطور عملية صنع الكسوة لتشمل أنواعًا عديدة من الأقمشة الفاخرة مثل القباطي المصرية والحرير الأسود، التي أصبحت شائعة في العصر العباسي.

من هو أول من كسا الكعبة؟

قصة كسوة الكعبة ترجع إلى العصور الإسلامية القديمة، حيث كان تبع اليماني من مملكة حمير أول من قام بكسا الكعبة بالبرود اليمانية بشكل كامل، ووضع لها بابًا أضاف له مفتاحًا، وهو ما يعد بداية تاريخية مهمة لهذه التقاليد.

تاريخ كسوة الكعبة في العصر الإسلامي

في العصور اللاحقة، وخاصة في عهد الخلفاء الراشدين، استمرت عملية كسوة الكعبة، حيث كان الخليفة عثمان بن عفان هو أول من كسى الكعبة مرتين، باستخدام البرود اليمانية والقباطي المصرية، وتعد هذه واحدة من أبرز اللحظات في تاريخ الكعبة المشرفة.

سبب اللون الأسود في كسوة الكعبة

تعود كسوة الكعبة إلى اللون الأسود الذي يتم استبدال الكسوة به سنويًا. في عهد الخليفة العباسي المتوكل، تم طلب تغيير اللون بسبب كثرة التمسح بالكسوة مما أدى إلى فقدان بريقها. وبعد عدة محاولات لتغيير الألوان، استقر المسلمون على اللون الأسود، الذي أصبح سمة مميزة لكسوة الكعبة المشرفة حتى يومنا هذا.

كيفية صناعة الكسوة الحديثة للكعبة

في العصر الحديث، يتم تصنيع الكسوة الجديدة في مكة المكرمة بواسطة فرق من الحرفيين السعوديين. يتم استخدام الحرير الفاخر، وتُطرز الآيات القرآنية بخيوط الذهب والفضة، ويتم تجميع الكسوة في مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة، الذي يتخصص في تصنيع هذا اللباس المقدس.

حكم الأخذ من الكسوة

فيما يتعلق بالأخذ من كسوة الكعبة، فإنه لا حرج في الاحتفاظ بقطعة من الكسوة القديمة للتبرك والذكرى، ولكن يُمنع شرعًا أخذ أي جزء من الكسوة المتصلة بالكعبة، وذلك لما يُعتبر تخريبًا للمقدسات.

ختامًا: تعد بداية العام الهجري الجديد 1447 مناسبة دينية هامة لجميع المسلمين، وتتمثل هذه المناسبة في بداية شهر محرم الذي يذكرهم بأحداث تاريخية عظيمة، خاصة تغيير كسوة الكعبة المشرفة، الذي يُعد رمزًا من رموز وحدة الأمة الإسلامية. ومع اقتراب هذه المناسبة، يظل الاحتفال بكسوة الكعبة جزءًا أساسيًا من التقاليد الدينية التي تعكس احترام المسلمين لمقدساتهم.

في هذا العام، كما في كل عام، يتطلع المسلمون في جميع أنحاء العالم إلى هذه المناسبة المباركة، حاملين في قلوبهم الأمنيات والصلوات الطيبة للعام الهجري الجديد.

سارة شلبي

كاتبة مبدعة تتمتع بخيال واسع وقدرة على نسج القصص الشيقة. تكتب بأسلوب سلس وجذاب، وتستطيع نقل القارئ إلى عوالم مختلفة. تهتم بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، وتسعى إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع موجز الأنباء

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع موجز الأنباء.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !