إغلاق محلات بلبن في السعودية بعد تسجيل حالات تسمم غذائي: تفاصيل كاملة وتحقيقات جارية
أثارت سلسلة محلات بلبن ضجة واسعة في المملكة العربية السعودية خلال الساعات الماضية، بعد إعلان الجهات الصحية والرسمية في الرياض عن إغلاق عدد من فروع المحلات بشكل فوري، إثر تسجيل حالات تسمم غذائي جماعي مرتبطة باستهلاك منتجات “بلبن”. الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، أثار قلقًا كبيرًا لدى المواطنين والمقيمين، خصوصًا أن “بلبن” تُعد من أشهر سلاسل الحلويات التي انتشرت مؤخرًا في مدن الخليج والعالم العربي.
بداية الأزمة: حالات تسمم بعد تناول منتجات “بلبن”
في مساء يوم الجمعة، أعلنت أمانة منطقة الرياض عن رصد عدة بلاغات تفيد بتعرض أشخاص لحالات تسمم غذائي بعد تناولهم منتجات من أحد فروع سلسلة “بلبن” المعروفة. ووفقًا للتقارير الطبية الأولية، تم نقل العديد من المصابين إلى المستشفيات والمراكز الطبية لتلقي العلاج، في حين أُدرجت بعض الحالات تحت الملاحظة بسبب ظهور أعراض شديدة.
التحقيقات الأولية أظهرت أن عددًا من المصابين أكدوا تناولهم وجبات حلويات من “بلبن” في أوقات متقاربة، وهو ما دفع الجهات المعنية إلى التحرك السريع للتحقق من مصادر المشكلة.
إغلاق فوري لكافة الفروع في الرياض
استنادًا إلى توجيهات الجهات العليا، قامت الرقابة الصحية في أمانة منطقة الرياض وبالتنسيق مع وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء، بتنفيذ جولات ميدانية عاجلة على فروع “بلبن” في مدينة الرياض.
وقد تقرر في أعقاب ذلك:
- إغلاق جميع الفروع التابعة للسلسلة في الرياض.
- إيقاف نشاط المقر الرئيسي لسلسلة المحلات.
- مصادرة بعض المواد المستخدمة لتحليلها في المختبرات المختصة.
- تعليق خدمات التوصيل والتسويق الإلكتروني المرتبطة بالعلامة التجارية.
ويأتي هذا القرار الاحترازي لضمان عدم تكرار الواقعة ولحماية المستهلكين من أي مخاطر صحية محتملة.
إيقاف خدمات التوصيل من “بلبن” مؤقتًا
شمل الإجراء الوقائي أيضًا وقف خدمات التوصيل من “بلبن” عبر التطبيقات الإلكترونية مثل “جاهز” و”مرسول” و”هنقرستيشن”، حيث تم التنسيق مع مزودي الخدمات الإلكترونية لرفع اسم العلامة التجارية مؤقتًا من المنصات إلى حين انتهاء التحقيقات.
وأكدت هيئة الصحة العامة أن هذا الإجراء احترازي ومبني على مبدأ الوقاية أولًا، ريثما تتضح نتائج الفحوصات التي تُجرى حاليًا على عينات الأطعمة.
من هو صاحب محلات بلبن؟
مع انتشار اسم “بلبن” في الخليج العربي، تزايد الفضول حول هوية مؤسس سلسلة المحلات الشهيرة. ويعتقد البعض، بناءً على محتوى متداول عبر منصات التواصل، أن الشيف الشربيني هو مالك السلسلة، بسبب ظهوره في مقاطع يُراجع فيها منتجات “بلبن”.
لكن الحقيقة هي أن الشيف الشربيني ليس له علاقة مباشرة بمحلات بلبن، وهو يدير مطاعم خاصة تحمل اسمه فقط.
أما عن “بلبن”، فقد تأسست على يد رائد الأعمال المصري مؤمن عادل، من محافظة الإسكندرية، والذي تعاون مع عدد من أصدقائه لتوسيع نطاق المشروع حتى أصبح علامة تجارية معروفة.
شهرة “بلبن” وانتشارها السريع
في وقتٍ قياسي، استطاعت محلات “بلبن” أن تُحقق شهرة واسعة في مصر والخليج، حيث افتتحت عشرات الفروع خلال ثلاث سنوات فقط، واستقطبت جمهورًا واسعًا من محبي الحلويات والابتكار في عالم الطعم.
أبرز ما يُميز “بلبن”:
- تقديم أطباق مثل الأرز باللبن والقشطوطة والآيس كريم.
- وصفات فريدة مثل الكشري الحلو والفول الحلو.
- دمج منتجات الحليب في معظم الأصناف بطرق غير تقليدية.
- الاعتماد على التسويق الإلكتروني المبتكر والوصفات غير المألوفة.
كيف علّق الجمهور على إغلاق “بلبن”؟
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة تفاعلاً كبيرًا من قبل المستخدمين السعوديين والمصريين والخليجيين بعد الإعلان عن إغلاق فروع “بلبن”، وتباينت الآراء كالتالي:
- البعض أيّد قرار الإغلاق، معتبرًا أنه يأتي في إطار الحرص على الصحة العامة.
- آخرون عبّروا عن استغرابهم، خاصة أن “بلبن” كانت تعتبر من المحلات ذات السمعة الجيدة.
- فريق ثالث طالب بشفافية التحقيقات ونشر النتائج بشكل رسمي أمام الرأي العام.
تحقيقات رسمية وفحوصات مخبرية
أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء في بيان لها أن التحقيقات ما زالت جارية، وتشمل:
- مراجعة سجلات المكونات المستخدمة في الفروع.
- إجراء اختبارات مخبرية لعينات من الأطعمة المشبوهة.
- استجواب العاملين في الفروع والمشرفين على التصنيع.
- التحقق من سلاسل التوريد وطرق التخزين والتبريد.
وسيتم الإعلان عن نتائج هذه التحقيقات بشكل رسمي فور الانتهاء منها، مع اتخاذ إجراءات قانونية ضد المتسببين حال ثبوت الإهمال أو التهاون.
هل تعود محلات بلبن إلى العمل مجددًا؟
تعتمد عودة “بلبن” إلى العمل على ما ستُسفر عنه التحقيقات الجارية، وفي حال تبين أن التسمم ناتج عن خلل عارض وتم اتخاذ الإجراءات التصحيحية، فقد يُسمح بإعادة تشغيل بعض الفروع تدريجيًا تحت إشراف مشدد.
أما في حال ثبوت قصور منهجي أو متكرر في معايير السلامة، فقد تتخذ السلطات إجراءات أشد صرامة تصل إلى الإغلاق النهائي وإلغاء التراخيص.
ختامًا:
تُعد حادثة إغلاق فروع بلبن في السعودية واحدة من أبرز القضايا الغذائية التي تشغل الرأي العام هذه الأيام. وبين شهرة العلامة التجارية وثقة الجمهور، تقف الجهات الرقابية أمام مسؤولية كبرى لضمان سلامة الغذاء وشفافية النتائج.
وفي انتظار ما ستُعلنه أمانة الرياض وهيئة الغذاء والدواء خلال الأيام القادمة، يبقى الأمل في أن تُثمر هذه التحقيقات عن إجراءات تصحيحية تحمي المستهلك وتعيد الثقة في جودة الطعام المقدم في المطاعم والأسواق.