يبدو أن عصر الذكاء الاصطناعي يخطو بثقة نحو مجال الكتابة وإنتاج المحتوى الرقمي. بدءًا من خدمات التدوين الكبرى مثل “كانفا” و”نوشن” و”كرافت”، وصولاً إلى تطبيقات مثل “غوغل دوكس” التي أضافت ميزات جديدة تعتمد على التلخيص باستخدام الذكاء الاصطناعي.
توازيًا مع هذا التطور، يظهر عالم الكتابة الاصطناعية بقوة، حيث تختلف الخدمات وتتنوع من حيث الفعالية والتركيز على تحسين الإنتاجية. ومع هذا التطور السريع، يتساءل البعض عن حدود هذه التكنولوجيا وما إذا كانت تعرض الكتابة الإبداعية للتهديد أم أنها تعززها.
في هذا السياق، تبرز خدمة “جاسبر” كمثال، حيث حصلت على استثمارات ضخمة تصل إلى 125 مليون دولار، لكنها تثير تساؤلات حول قدرتها على تحقيق التوازن بين الكمية والجودة في المحتوى.
ومن بين الأدوات التي تستحق التجربة، “ليكس” تتميز ببساطتها واستخدامها للعاملين في مجال الكتابة والتأليف. وعلى صعيد مختلف، يأتي “تشات جي بي تي” كوسيلة تفاعلية للتحدث مع روبوت ذكاء اصطناعي للحصول على إجابات على أسئلة معقدة.
مع “كرافت. دو”، تأتي البساطة والتصميم الفعّال لتقديم خيارات مختلفة وإضافتها بسهولة للمستندات. ومن جهة أخرى، “كوبي. إيه آي” تتألق في توليد محتوى تسويقي مبتكر وجذاب.
تجتمع هذه الأدوات والخدمات لتجسيد عصر جديد في الكتابة والتحرير بمساعدة الذكاء الاصطناعي. يبقى السؤال المحوري هو: هل ستكون هذه التقنيات المستقبلية مساعدة حقيقية للكتّاب والمحتوى الإبداعي أم أنها تهديد للعمل الإبداعي التقليدي؟
ونود التأكيد أن التكنولوجيا الجديدة تعزز بشكل أساسي العمل الإبداعي التقليدي، وتقدم فرصًا جديدة للتعبير والإبداع. عندما ننظر إلى الأدوات المتاحة الآن، نجد أنها تسهم في توفير وقت كبير في إعداد المحتوى، مما يتيح للكتّاب والمحترفين في مجالات متعددة الفرصة للتركيز أكثر على الجوانب الإبداعية والتحليلية لعملهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون هذه الأدوات ذات فائدة كبيرة لأولئك الذين يواجهون صعوبات في بداية الكتابة أو البحث عن أفكار جديدة. فهي تقدم لهم نقطة انطلاق ممتازة وتوجيهًا جيدًا للبدء.
علاوة على ذلك، تساهم هذه الأدوات في تعزيز الإبداع من خلال تقديم مقترحات وتوجيهات، مما يساعد في تحسين جودة المحتوى وجعله أكثر جاذبية وفعالية. هذا يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص في مجالات التسويق وإنشاء المحتوى الرقمي.
في النهاية، يمكن القول بأن الذكاء الاصطناعي في الكتابة يضيف قيمة كبيرة لعمل الكتّاب والمحترفين في مختلف المجالات، مما يسهم في تعزيز الإبداع والفعالية في عملية الإنتاج الإبداعي
