من هي إيمان حسن؟ قصة اختفاء غامض وجريمة مأساوية في قلب ألمانيا
من هي إيمان حسن؟
في مشهد أقرب إلى حبكات المسلسلات الدرامية، عادت إيمان حسن إلى واجهة الأخبار في كل من مصر وألمانيا، ليس كعودة حية، بل كجثة عُثر عليها مدفونة في إحدى الغابات الألمانية، لتنتهي بذلك أشهر طويلة من القلق والترقب عاشتها أسرتها والمجتمع المصري بأكمله.
القضية التي بدأت باختفاء مفاجئ وغامض لإيمان، وانتهت بالكشف المروع عن مقتلها، حملت بين سطورها العديد من الأسئلة: من هي إيمان حسن؟ ما قصتها؟ ولماذا تحوّلت قصتها إلى “قضية رأي عام” تجاوزت الحدود الجغرافية؟
من هي إيمان حسن؟
إيمان حسن سيدة مصرية الأصل، تبلغ من العمر 36 عامًا، وأم لثلاثة أطفال، أصغرهم لا يتجاوز عمره عامًا ونصف. انتقلت للعيش في ألمانيا منذ سنوات بعد زواجها من رجل مصري مقيم هناك، حيث استقرّت في منزل بسيط مع عائلتها في إحدى ضواحي المدن الألمانية.
كانت إيمان، بحسب ما نقلته عائلتها، امرأة هادئة، محبة للحياة، وملتزمة بأسرتها. لم تكن شخصية عامة، بل كانت مجرد أم تحاول التوفيق بين واجباتها العائلية وحياتها في مجتمع جديد.
لكن حياتها انقلبت رأسًا على عقب قبل حوالي سبعة أشهر، عندما اختفت بشكل مفاجئ، تاركة خلفها ثلاثة أطفال، وزوجًا بدا -منذ اللحظة الأولى- غير متأثر بما حدث.
بداية الاختفاء.. صدمة الأسرة ومؤشرات الغموض
تعود بداية القصة إلى نوفمبر 2024، عندما أعلنت شقيقة إيمان عبر مجموعات المغتربين المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي أن الاتصال بشقيقتها انقطع تمامًا. الهاتف مغلق، وحسابات التواصل غير نشطة، ولا أحد يعرف عنها شيئًا.
مع مرور الوقت، بدأ الشك يكبر في قلوب العائلة، خصوصًا أن الزوج قد أبلغهم ببساطة أن “إيمان خرجت من المنزل ولم تعد”، دون أن يظهر عليه أي انفعال أو قلق واضح.
علامات مثيرة للريبة:
- الزوج لم يُبلغ الشرطة عن غياب زوجته.
- واصل حياته بشكل طبيعي، مع تجاهل تام لمصير زوجته.
- ترك الأطفال دون رعاية حقيقية.
كل هذه المعطيات دفعت العائلة إلى الاتهام المباشر للزوج، وبدأت حملة على الإنترنت لمطالبة السلطات الألمانية بالتحقيق في ملابسات اختفائها.
الصدفة تكشف الحقيقة.. كلاب بوليسية تقود إلى المأساة
في مشهد صادم وغير متوقع، وخلال عملية بحث عن طفل تائه في إحدى الغابات القريبة من مدينة إقامتها، قادت الكلاب البوليسية الشرطة إلى موقع جثة مدفونة بعناية. ومع التحقيق الجنائي والفحص، تم التعرف على هوية الجثة: إنها إيمان حسن.
الخبر نزل كالصاعقة على العائلة، التي كانت لا تزال تأمل أن تكون ابنتهم مختفية فقط وليست ضحية لجريمة قتل.
وقد ألقت السلطات الألمانية القبض على الزوج، وبدأت في التحقيق معه كمشتبه رئيسي في الجريمة، خصوصًا أن ظروف الاختفاء وطريقة التفاعل مع الواقعة تثير شكوكًا كبيرة حوله.
مصير الأطفال.. معركة قانونية جديدة
مع الكشف عن وفاة إيمان، طرحت العائلة المصرية مطلبًا إنسانيًا عاجلًا: استلام حضانة الأطفال الثلاثة، الذين تُركوا دون أم، ويواجهون مصيرًا غامضًا بعد توقيف والدهم.
إلا أن السلطات الألمانية رفضت ذلك بشكل قاطع، مبررة القرار بأن الأطفال يحملون الجنسية الألمانية، وبالتالي فإن مصيرهم سيخضع للقانون الألماني.
وتحولت القضية من مجرد “جريمة قتل” إلى معركة قانونية وإنسانية تسعى فيها العائلة لاستعادة أطفالهم إلى وطنهم الأم، بينما تؤكد السلطات الألمانية أنها تسعى لحماية مصالح الأطفال في بيئة مستقرة داخل ألمانيا.
صدمة مجتمعية وغضب شعبي
أثارت قضية إيمان حسن ردود فعل واسعة في الشارع المصري، حيث ربط كثيرون ما حدث بقضايا العنف الأسري وصعوبة اندماج بعض الأسر العربية في مجتمعات المهجر، واعتبرها البعض تحذيرًا من عواقب التغاضي عن الإشارات المبكرة للعنف أو الخلل في العلاقات الزوجية.
كما أطلق العديد من النشطاء على منصات التواصل حملات تطالب بـ:
- محاسبة الجاني.
- دعم الأسرة قانونيًا لاستعادة الأطفال.
- تسليط الضوء على أوضاع النساء المغتربات.
ختاماً
رحلت إيمان حسن ضحية لظروف غامضة، في غربة لم تكن تحلم أن تنتهي فيها حياتها بهذه الطريقة. لكن قصتها فتحت الباب مجددًا لنقاشات أعمق حول حقوق النساء، وسلامة المهاجرين، والمسؤوليات الأسرية.
العدالة لا تكتمل بالكشف عن الجثة، بل بمحاكمة المجرم، وضمان مستقبل آمن لأطفالها، ومنع تكرار مثل هذه المآسي في أي مكان بالعالم.