الأمير فيصل بن سلمان يشارك الملك تشارلز في افتتاح مهرجان رويال أسكوت 2025
الأمير فيصل بن سلمان في افتتاح مهرجان رويال أسكوت 2025
في مشهد رمزي يجسّد عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، شارك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، في افتتاح فعاليات مهرجان “رويال أسكوت” البريطاني للعام 2025، إلى جانب الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا.
هذا الحضور رفيع المستوى حمل دلالات متعددة، ثقافية ورياضية وسياسية، ولفت أنظار الإعلام البريطاني والدولي، خصوصًا بعد ظهور الأمير فيصل بالزي الوطني السعودي ضمن موكب الافتتاح الملكي.
رويال أسكوت.. أعرق مهرجانات الفروسية في العالم
يُعد رويال أسكوت من أقدم وأبرز سباقات الخيل على المستوى العالمي، ويُقام سنويًا في مقاطعة بيركشاير الإنجليزية، تحت رعاية العائلة المالكة البريطانية منذ القرن الثامن عشر.
المهرجان لا يُعد مجرد مناسبة رياضية، بل هو حدث اجتماعي وثقافي ملكي، يجمع النخب من مختلف أنحاء العالم، ويشكل منصة بروتوكولية للتعبير عن العلاقات الدبلوماسية في أبهى صورها.
موكب ملكي.. والأمير فيصل في المقدمة
في مشهد افتتاحي مهيب، تقدم الأمير فيصل بن سلمان العربة الملكية الأولى في الموكب الرسمي للمهرجان، إلى جانب الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام بريطانية “لحظة رمزية تعكس الاحترام المتبادل والمكانة الخاصة للعلاقات السعودية البريطانية”.
ملاحظة لافتة:
الأمير فيصل ارتدى الزي السعودي التقليدي الكامل، ما منح مشاركته طابعًا ثقافيًا وهوية مميزة وسط زي رسمي بريطاني صارم.
الظهور بالثوب والغترة والعقال كان لافتًا للكاميرات وعدسات المصورين، ليعكس اعتزاز المملكة بهويتها الوطنية، حتى في أكثر المناسبات البروتوكولية انضباطًا في العالم.
من الجناح الملكي.. الأمير يتابع السباقات إلى جانب أفراد العائلة المالكة
بعد انتهاء الموكب الافتتاحي، انتقل سمو الأمير فيصل إلى الجناح الملكي في ميدان أسكوت، حيث تابع مجريات السباقات إلى جانب شخصيات بارزة من العائلة المالكة البريطانية، من بينهم:
- الأميرة بياتريس
- زارا تيندال (حفيدة الملكة إليزابيث الثانية وابنة الأميرة آن)
اللقطات التي نقلتها القنوات البريطانية أظهرت حفاوة ملكية كبيرة تجاه الأمير السعودي، وأحاديث ودية مع عدد من الشخصيات الرفيعة، ما يعكس علاقات دبلوماسية متينة تتجاوز البروتوكول الرسمي.
المشاركة السعودية في رويال أسكوت.. رسائل متعددة
ليست هذه المشاركة الأولى للسعودية في رويال أسكوت، لكنها من أعلى المشاركات تمثيلًا على مستوى الافتتاح الملكي، وتحمل عدة رسائل أبرزها:
- تعزيز مكانة المملكة في الساحة الدولية من خلال الفروسية
- الفروسية تُعد من الرياضات العريقة في الثقافة السعودية، وهي القاسم المشترك مع الثقافة البريطانية، ما يجعلها منصة مثالية لتوطيد العلاقات.
الحضور السعودي اللافت في محافل ثقافية ورياضية عالمية يُعد جزءًا من رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتوسيع النفوذ السعودي في الساحة العالمية بعيدًا عن النفط.
الاحتفاء المتبادل بالهوية والتقاليد
مشاركة الأمير بالزي الوطني، مقابل الاحتفاء الملكي البريطاني به، تمثل احترامًا متبادلًا للثقافات، ورسالة للعالم حول إمكانية تلاقي التقاليد ضمن أجواء دولية راقية.
فيصل بن سلمان.. رجل فكر وثقافة قبل أن يكون دبلوماسيًا
يُعرف الأمير فيصل بن سلمان ليس فقط باعتباره مستشارًا خاصًا للملك سلمان، بل أيضًا كرجل فكر وثقافة وتاريخ، عبر رئاسته لـدارة الملك عبدالعزيز، المؤسسة المعنية بحفظ تاريخ المملكة وهويتها.
وقد لعب الأمير دورًا مهمًا في دعم الأنشطة الثقافية والتعليمية، إضافة إلى مواقفه البارزة في دعم الفنون والمهرجانات الوطنية. ظهوره في رويال أسكوت لا يمكن فصله عن هذا المسار، فهو بمثابة تجسيد لسياسة الانفتاح الثقافي السعودي الذكي والمخطط له بعناية.
ردود الفعل الإعلامية البريطانية
تناولت وسائل إعلام بريطانية متعددة مشاركة الأمير فيصل، وأبرز ما جاء فيها:
- صحيفة The Telegraph: “الموكب الملكي يشهد حضورًا عربيًا لافتًا من السعودية.. بزيه التقليدي، الأمير فيصل يخطف الأضواء”.
- قناة Sky News: “تأكيد جديد على الحضور السعودي المؤثر في الدوائر الرفيعة في بريطانيا”.
- موقع Racing Post المختص بسباقات الخيل: “الرسائل تتعدى الرياضة.. السعودية تواصل التوسع بثبات في عالم الفروسية العالمية”.
ختاماً
في لحظة اختلط فيها التاريخ بالفروسية، والثقافة بالسياسة، قدّم الأمير فيصل بن سلمان وجهًا جديدًا من وجوه الحضور السعودي الراقي والمؤثر عالميًا. مشاركته في رويال أسكوت 2025 لم تكن مجرد حضور رسمي، بل كانت رسالة ذكية ومُتقنة تعكس كيف تتقدم المملكة بثقة نحو العالم، وهي مرتدية ثوبها وهويتها بكل فخر.