من هي راما دوجي الفنانة العربية وزوجة زهران ممداني عمدة نيويورك؟ سيرة ذاتية وأسرار العلاقة

تصدّرت الشابة السورية راما دوجي محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهورها اللافت خلال الحملة الانتخابية لزوجها السياسي زهران ممداني، المرشح البارز لرئاسة بلدية نيويورك. وفي الوقت الذي كانت فيه الأضواء مُركّزة على نشاط زوجها السياسي، بدأت الأنظار تلتفت تدريجيًا نحو شخصية راما نفسها، التي أثارت الفضول بسبب طابعها الهادئ وأسلوبها الفني الفريد.

فمن هي راما دوجي؟ وما هو مجالها الفني؟ وما قصة زواجها من زهران ممداني؟ إليك التفاصيل الكاملة.

راما دوجي.. فنانة سورية تنطلق من نيويورك

راما دوجي، فنانة عربية من أصول سورية، ولدت ونشأت في مدينة دمشق، وتبلغ من العمر 28 عامًا. انتقلت لاحقًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث استقرّت في حي بروكلين بمدينة نيويورك، وبدأت مسيرتها في عالم الفن والرسم والإخراج البصري.

تميل راما إلى استخدام الألوان الأحادية – وخصوصًا الأبيض والأسود – في أعمالها، وهي تسعى عبر فنّها إلى تقديم رؤية تتجاوز الزخرف وتقترب من التأمل والحوار الهادئ. أعمالها لا تُعرض في قاعات شهيرة أو مهرجانات كبرى، لكنها تنال احترامًا واسعًا داخل المجتمعات الفنية الصغيرة، وبين فئات تهتم بالتجارب الشخصية العميقة في الفن.

أسلوبها الفني بين الرسوم المتحركة والبصريات التجريبية

تعمل راما دوجي على مزج أكثر من نوع فني، بدءًا من الرسم بالأبيض والأسود، مرورًا بإخراج الرسوم المتحركة القصيرة، وانتهاءً بمشاريع بصرية تعتمد على قصص حقيقية من المهاجرين والمجتمعات العربية في الغرب.

وصفها البعض بأنها “فنانة تعمل في الهامش”، إلا أنها ترفض هذا التصنيف، مؤكدة في أحد اللقاءات: “أنا لا أبحث عن الشهرة، بل عن جمهور يفهم عمق التجربة.”

تستخدم راما منصات مثل Vimeo وInstagram لنشر مقاطع قصيرة من مشاريعها الفنية، بينما تحافظ على مسافة واضحة بينها وبين ثقافة الشهرة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

قصة تعارف راما دوجي وزهران ممداني

نشأت العلاقة بين راما دوجي وزهران ممداني بطريقة غير تقليدية، حيث التقى الاثنان عبر تطبيق التعارف الأمريكي “Hinge”، وهو تطبيق يركز على العلاقات الجادة.

وقد تحوّل اللقاء العابر إلى علاقة رسمية، توّجت بزواج مدني في نيويورك، وسط مراسم بسيطة وعائلية. لاحقًا، أقيمت الخطوبة في مدينة دبي، على سطح أحد الفنادق المطلة على برج خليفة، بحضور محدود من أفراد العائلة.

الصور التي نُشرت لاحقًا أظهرت طبيعة العلاقة بين الزوجين، حيث بدت قائمة على التفاهم والدعم المتبادل. وفي أحد منشوراته، كتب زهران: “راما ليست فقط زوجتي، بل فنانة تلهمني كل يوم.”

راما في الحملات الانتخابية

ورغم طبيعتها المتحفظة، ظهرت راما إلى جانب زوجها في عدد من الفعاليات الانتخابية، دون أن تسعى للظهور كوجه سياسي. حضورها كان بسيطًا، وغالبًا ما ظهرت وهي ترتدي ملابس غير رسمية، تعكس هويتها الشخصية.

لم تُدلِ بأي تصريحات سياسية، لكنها شاركت في تنظيم بعض الفعاليات الفنية المرافقة لحملة زوجها، خصوصًا تلك التي استهدفت الجالية العربية والمسلمة في نيويورك.

راما دوجي وفكرة التوازن بين الفن والحياة الزوجية

في إحدى المقابلات القليلة التي أجرتها، قالت راما إنها لا ترى تعارضًا بين كونها فنانة مستقلة وزوجة لشخصية سياسية. “كل واحد منا يعيش حياته ومساره، لكن هناك تقاطع في القيم”، تقول.

وتضيف: “زوجي يتحدث باسم الفقراء والمهمشين، وأنا في فني أحاول أن أروي قصصهم.”

تؤمن راما بأن الفن أداة سياسية بامتياز، لكنها تفضل أن تبقى رسائلها ضمن القالب الجمالي بدلاً من الشعارات المباشرة.

الحياة الخاصة: هادئة، بعيدة عن الأضواء

خلافًا لما هو متوقع من شريكة مرشح بارز، تُفضل راما الحفاظ على خصوصية حياتها الشخصية. لا تنشر صورًا من يومياتها، ولا تحرص على تغطية نشاطاتها الاجتماعية.

غالبًا ما تتفاعل مع جمهورها من خلال قصص مصوّرة، أو أعمال فنية رقمية، بعيدًا عن الاستعراض أو الترويج لنفسها كـ”شخصية مؤثرة”.

ردود الفعل العربية على زواج راما وزهران

لاقى ظهور راما إلى جانب زهران ممداني تفاعلًا ملحوظًا من جمهور عربي يتابع الأخبار السياسية في نيويورك، حيث عبّر كثيرون عن إعجابهم بشخصيتها المستقلة، وقدرتها على الحفاظ على هويتها الفنية إلى جانب الدعم الكامل لشريكها.

العديد من الأصوات في الجالية العربية رأت في علاقتهما “نموذجًا للاندماج الناجح دون الذوبان”، فيما اعتبر آخرون أن قصة الزواج هذه تعكس جيلًا جديدًا من الشباب العربي في المهجر، القادر على الجمع بين الهُوية الأصيلة والانفتاح على التجارب الغربية.

من هو زهران ممداني؟

زهران ممداني هو سياسي أمريكي من أصل هندي-أوغندي، يُعرف بنشاطه اليساري داخل الحزب الديمقراطي، ويُعد أحد الوجوه الشابة في نيويورك، حيث انتُخب سابقًا كعضو في مجلس النواب عن منطقة كوينز. يُعرف بمواقفه الداعمة للمهاجرين، وبدعواته لتوسيع مظلة العدالة الاجتماعية.

وبينما تسلّط الأضواء على مسيرته السياسية، تبقى شريكته راما دوجي حاضرة في الخلفية، بعالمها الفني المختلف، الذي لا يقل أهمية في تأثيره عن السياسة.

الختام

في زمن تصدّرت فيه أخبار السياسة منصات العالم، أطلّت راما دوجي كوجه فني هادئ يحمل تجربة عربية سورية في المهجر، ويصوغها بصمت إلى أعمال فنية تبني الجسور بدل الشعارات. هي فنانة لا تسعى للنجومية، بل للتأثير الحقيقي، وزوجة لا تذوب في مشروع زوجها السياسي، بل تدعمه وهي تحتفظ بمساحتها المستقلة.

قصة راما دوجي وزهران ممداني ليست فقط حكاية حب وزواج، بل هي قصة جيل جديد من العرب في الخارج، يجمع بين الحداثة والجذور، بين الفن والواقع، بين النضال الشخصي والإنساني.