حقيقة الصورة المتداولة لزوجة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عبر مواقع التواصل
زوجة ولي العهد السعودي
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بصورة انتشرت على نطاق واسع، زُعم أنها تُظهر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان برفقة زوجته وابنهما الصغير، في أول ظهور عائلي لهما أمام الكاميرات. الصورة التي لاقت آلاف المشاركات والإعجابات، وصفها بعض المتابعين بأنها تُظهر “جمال زوجة الأمير العربي الأصيل”، فيما رأى آخرون أنها “توثيق نادر للحياة الخاصة لولي العهد السعودي”.
تفاصيل الصورة المتداولة
الصورة المنشورة أظهرت الأمير محمد بن سلمان جالسًا مرتديًا الزي السعودي الرسمي، وإلى جواره سيدة جميلة بإطلالة هادئة وراقية، ترتدي عباءة سوداء وحجابًا بسيطًا يغطي شعرها، بينما يجلس طفل صغير على قدم الأمير في وضع عائلي طبيعي، بدا أشبه بصورة عائلية ملكية كلاسيكية.
وسرعان ما انهالت التعليقات التي تمجّد “أناقة وجمال زوجة الأمير”، ووصفها كثيرون بـ”الملكة الهادئة” و”سيدة السعودية الأولى”، معتبرين أن الصورة تُظهر جانبًا إنسانيًا عاطفيًا من شخصية ولي العهد السعودي الذي يركز حضوره الإعلامي عادة على الملفات السياسية والاقتصادية والتنموية.
التحقق الرقمي: الصورة غير حقيقية ومولدة بالذكاء الاصطناعي
إلا أن فريق التحقق الرقمي كشف الحقيقة الكاملة وراء هذه الصورة، مؤكدًا أنها صورة مزيفة تم توليدها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تحديدًا عبر منصة ميتا AI، إذ ظهر شعار “Meta AI” أسفل الصورة بوضوح في النسخة الأصلية المتداولة، وهو ما يؤكد أنها صورة منشأة رقمياً وليست تصويرًا فوتوغرافيًا حقيقيًا.
كما أظهرت الصورة عيوبًا تقنية اعتادت الظهور في صور الذكاء الاصطناعي غير المعدلة باحترافية عالية، من بينها:
- تشوه ظاهر في يد الرجل اليمنى، حيث بدت بعض الأصابع غير مكتملة.
- عدم تناسق أصابع يد الطفل، والتي ظهرت بأحجام وأطوال غير طبيعية.
- تفاصيل غير منطقية في يد المرأة اليمنى، مع بروزات في الجلد ووصلات غير واضحة تشير إلى عدم وجود تصوير حقيقي.
ويقول خبراء تقنيات الصورة إن هذه المؤشرات أصبحت علامات واضحة لتمييز الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي عن الصور الواقعية، خاصة مع الانتشار الواسع لتطبيقات توليد الصور والفيديوهات بالأوامر النصية، دون تدقيق أو مراجعة احترافية.
صفحات التواصل تقدم الصورة بشكل مضلل
المثير في الأمر أن الصورة نُشرت أولًا عبر صفحة شهيرة على فيسبوك متخصصة في نشر صور للأمير محمد بن سلمان وعائلته، دون أن تُشير في أي جزء من المنشور إلى أن الصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي. بل قدمتها للجمهور على أنها صورة حقيقية، مستخدمة عبارات مثل “أول ظهور رسمي لزوجة ولي العهد”، ما ساهم في زيادة انتشارها والترويج لمعلومة مضللة، استغلها البعض لجذب التفاعل والزيارات على حساب الدقة والموضوعية.
من هي زوجة ولي العهد السعودي الحقيقية؟
وبعيدًا عن الصورة المفبركة، فإن زوجة ولي العهد السعودي هي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز آل سعود. تزوجها الأمير محمد بن سلمان في 6 أبريل 2008، ولهما خمسة أبناء:
- الأمير سلمان
- الأمير مشهور
- الأميرة فهدة
- الأميرة نورة
- الأمير عبد العزيز (مواليد 17 أبريل 2021)
وتُعد الأميرة سارة شخصية ملكية محافظة لا تظهر في الإعلام مطلقًا، ولا يتم نشر أي صور لها أو لأبنائها في المناسبات الرسمية أو العامة، إذ تفضل الخصوصية الكاملة لحياتها الأسرية، احترامًا للتقاليد الاجتماعية والثقافية السعودية.
ردود فعل الجمهور على الصورة المزيفة
تباينت ردود أفعال المتابعين بعد انتشار الصورة وتأكيد زيفها، إذ قال أحد المستخدمين عبر تويتر: “واضح جداً أنها صورة AI… شوفوا إيد الطفل غير طبيعية”، بينما كتب آخر: “حتى لو كانت مفبركة، الذكاء الاصطناعي سيغيّر شكل الإعلام… لازم نكون أكثر وعيًا في استقبال الصور والمعلومات”.
في المقابل، أعرب آخرون عن استيائهم من انتشار معلومات وصور مضللة بهذه السرعة، مطالبين منصات التواصل الاجتماعي بوضع تنبيهات تلقائية أو ملصقات واضحة على الصور والفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي، حتى لا يقع الجمهور فريسة للأخبار الكاذبة أو المضامين غير الدقيقة.
تحليل مهني: مخاطر الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي
تعكس هذه الواقعة تحديًا جديدًا أمام المؤسسات الصحفية والمواقع الإخبارية والجمهور، في ظل الانتشار الواسع لتقنيات التوليد البصري باستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد دمجها داخل منصات عملاقة مثل ميتا ومايكروسوفت وجوجل، ما يجعل التحقق السريع من الصور والفيديوهات ضرورة قصوى للحفاظ على المصداقية والموضوعية ومنع التضليل البصري.
الختام
في النهاية، تظل زوجة ولي العهد السعودي شخصية عامة محاطة بالخصوصية، ويؤكد الخبراء أن الصور الحقيقية لها غير متاحة في الإعلام حتى الآن. أما الصورة الأخيرة المتداولة للأمير محمد بن سلمان وزوجته وابنهما، فهي صورة مفبركة مولدة بالذكاء الاصطناعي، ضمن سلسلة متزايدة من الصور المضللة التي باتت تنتشر يوميًا عبر السوشيال ميديا دون رقابة أو تحقق مهني حقيقي.
ننصح متابعينا دائمًا بالعودة إلى المصادر الرسمية والموثوقة قبل تداول أي صورة أو خبر يخص الشخصيات العامة أو العائلة المالكة في السعودية، ضمانًا للدقة والمهنية والوعي الإعلامي المسؤول.