معصومة عظيمي: مقتل موظفة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية جراء الهجوم الإسرائيلي
في حادثة مأساوية هزّت الأوساط الإعلامية الإيرانية، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن مقتل معصومة عظيمي، الموظفة في الهيئة، نتيجة ما أسمته بالهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني في طهران مساء أمس. الهجوم الذي وقع في وقت حساس أودى بحياة عظيمي وأصاب عددًا من الصحفيين والعاملين في الهيئة، ما أثار ردود فعل غاضبة من قبل المسؤولين الإيرانيين الذين اعتبروا الهجوم بمثابة جريمة حرب.
في هذا المقال، سنتناول تفاصيل الحادثة، ونتعرف على حياة معصومة عظيمي، وكذلك خلفيات الهجوم الإسرائيلي على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، التي أثارت موجة من الغضب والتنديد الدولي.
تفاصيل الحادث: الهجوم الإسرائيلي على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية
في مساء يوم الإثنين 16 يونيو 2025، تعرض مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني إلى هجوم جوي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى دمار واسع في المبنى. الهجوم أسفر عن مقتل معصومة عظيمي، الموظفة في الهيئة، التي كانت موجودة داخل المبنى لحظة القصف.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في بيان رسمي لها، إن “معصومة عظيمي قُتلت متأثرة بجراحها بعد الهجوم الإسرائيلي”. الهجوم الذي تم بواسطة طائرات حربية إسرائيلية، خلف حالة من الذعر في صفوف الموظفين، حيث تم تسجيل إصابات عديدة في صفوف الصحفيين والفنيين العاملين في الهيئة.
ورغم الضربة القوية التي تسببت في تدمير أجزاء كبيرة من المبنى، تمكّن المسؤولون في الهيئة من إعادة البث التلفزيوني بعد دقائق قليلة من انقطاعه، ما يُعتبر في حد ذاته إنجازًا في ظل الوضع الأمني المتأزم.
معصومة عظيمي: حياة مليئة بالعطاء والتفاني
معصومة عظيمي، التي كانت تعمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، كانت واحدة من الوجوه البارزة في مجال الإعلام الإيراني. التحقت بالهيئة منذ سنوات طويلة، وعُرفت بتفانيها في عملها الصحفي والإعلامي. كانت عظيمي تعمل في أمانة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وقد أسهمت بشكل كبير في تغطية العديد من الأحداث الهامة على الساحة الإيرانية والعالمية.
كان لها دور بارز في تقديم البرامج الإخبارية والتغطية المباشرة للأحداث المحلية والعالمية، حيث كانت من الوجوه التي يثق فيها الجمهور الإيراني لمتابعة الأخبار الهامة. قُتلت عظيمي في وقت حساس جدًا، حيث كانت تغطي التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، والتي شهدت العديد من الأحداث المؤسفة على مر الأيام الماضية.
الهجوم الإسرائيلي: ردود فعل إيران والمجتمع الدولي
من جانبها، أدانت إيران بشدة الهجوم الإسرائيلي على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، واعتبرت ذلك بمثابة جريمة حرب. وفي تصريحات رسمية، أكد المسؤولون الإيرانيون أن هذه الهجمات تستهدف حرية الإعلام والصحافة، وأشاروا إلى أنها محاولة من جانب إسرائيل لتكميم الأفواه ومنع نقل الحقيقة إلى الشعب الإيراني والمجتمع الدولي.
من جهته، الحرس الثوري الإيراني، أعلن في وقت لاحق عن قصف القاعدة التي انطلقت منها الضربة الجوية على الهيئة، مؤكدًا أنه تم تدمير الموقع بالكامل. وأضاف الحرس الثوري في بيان له أن “العدوان الإسرائيلي لن يمر دون رد، وسيتم التعامل مع المعتدين بالشكل الذي يتناسب مع حجم الجريمة”.
وقد انتشرت دعوات من المنظمات الحقوقية الدولية لدعم حرية الصحافة في إيران، حيث ندد العديد من الناشطين والجماعات الإعلامية بهذه الهجمات التي تستهدف الصحفيين والإعلاميين.
إسرائيل والهجوم المستمر: هل سيكون هناك تصعيد؟
الهجوم على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية يأتي في سياق الهجوم المستمر من قبل إسرائيل على المنشآت الإيرانية المختلفة، وقد تزايدت الهجمات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة على الهيئات والمؤسسات الإيرانية التي تُعد مركزًا أساسيًا لنقل المعلومات والأخبار.
هذا التصعيد الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة يُلقي بظلاله على العلاقات بين إيران وإسرائيل، التي شهدت توترًا كبيرًا في ظل التهديدات المتبادلة، بالإضافة إلى الحرب الكلامية التي دارت بين الطرفين على مختلف الأصعدة. إذا استمر التصعيد في المنطقة، قد تتخذ الأمور منحى أكثر خطورة مع استمرار استهداف المؤسسات الإعلامية والمواطنين الإيرانيين.
خاتمة: مقتل معصومة عظيمي وأثره على الإعلام الإيراني
إن مقتل معصومة عظيمي في العدوان الإسرائيلي يُعد حلقة جديدة في سلسلة من الأحداث المأساوية التي يواجهها الشعب الإيراني في ظل التوترات المستمرة مع إسرائيل.
في خضم هذه الأحداث المأساوية، يبقى السؤال قائماً حول كيفية تطور الأمور في الأيام المقبلة وما إذا كانت إيران ستتخذ مزيدًا من الإجراءات لمواجهة الهجوم الإسرائيلي والحفاظ على حرية الصحافة في البلاد.